تعليمية اللغة العربية: المقاربات النظرية والممارسات التطبيقية = Arabic Language teaching: theoretical approaches and applied practices
تنطلق الأمم في تنميتها ونهضتها وريادتها من الأنظمة التعليمية، التي تمثل خصوصياتها وتميزها عن غيرها في كافة النواحي، وللأنظمة التعليمية دور محوري في تحصين الأمن الفكري الوطني لكل أمة، وهي أساس بناء الفكر الإنساني واستقامته، وإنه من الأهمية بمكان أن نحصّن مناهجنا التعليمية؛ نتيجة الصراع الحاصل على الس...
Saved in:
Summary: | تنطلق الأمم في تنميتها ونهضتها وريادتها من الأنظمة التعليمية، التي تمثل خصوصياتها وتميزها عن غيرها في كافة النواحي، وللأنظمة التعليمية دور محوري في تحصين الأمن الفكري الوطني لكل أمة، وهي أساس بناء الفكر الإنساني واستقامته، وإنه من الأهمية بمكان أن نحصّن مناهجنا التعليمية؛ نتيجة الصراع الحاصل على الساحة المعرفية والتغيّر الكبير الذي شهده العالم على أكثر من صعيد، خصوصا ما أفرزته العولمة التي زادت من حدّة الصراع بين الأطراف المتصارعة، في عولمة العلم والقيم والأخلاق وأنماط العيش ومناهج التفكير. ولا جدال في أنّ النهوض العقلاني والتحصين والمنعة للأجيال يتطلب اِستقامة مناهج الأنظمة التعليمية بمختلف مكوّناتها، والبحث في كيفية الوقوف الحصين في وجه كلّ التحديات، وفرض الوجود الحقيقي أمام الصّراع الذي يجب أن نخوضه من موقع منزلة الندية والتأثير فيه، وهذا لن يتأتى مالم تستند المناهج التعليمية في تصميمها وبنائها وتسييجها إلى المعطيات والمرجعيات الوطنية والتاريخية والعالمية ومراعاة الثوابت والمتغيّرات، التي تعمل على الانسجام الفكري الذي يأتي من أهل الاختصاص في إطار تحديد المعالم الاستراتيجية الكبرى العاملة على تحقيق مناهج تعليمية فعالة ومناسبة؛ تخدم المجتمع وتحافظ على نظامه وأمنه الفكري، وهذا ما يستدعي المسح الشامل بتحديد الأهداف وتوفير الوسائل، وتنفيذ الخطة وتقييم النتائج. وبالتالي فإنّ نجاح أي رؤية مستقبلية للمناهج التعليمية تتوقف إلى حدّ كبير على مدى قدرتنا على تشخيص الواقع الفكري الراهن بموضوعية كاملة بما يتناسب ومقوماتنا الوطنية، وعلى قدرتنا على حصر التحديات المستقبلية التي تواجه مناهجنا في ظل التحولات التي يشهدها العالم بفعل حركة العولمة بكل أبعادها وصورها. |
---|