= الخطاب الوجداني في القرآن الكريم وأثره على التفكير والتربية الإبداعية . Emotional discourse in the Noble Quran and its effect on critical education and thinking

إن اللهَ سبحانهُ جلَّ جلالهُ وتعالى شأنهُ قد أهدى البشرية كتاباً شاملاً كاملاً في تشريعاته، وجمالياته، في ألفاظه ومعانيه، في تفاصيله الإنسانية، وتجلياته الأسلوبية، الذي جاء تأثيرها الوجداني في قلوب الناس؛ فعنهُ يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّ...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Authors: Ali, Asem Shehadeh Saleh, Ali, Ghaliyah Isa
Format: Article
Language:English
English
Published: IIUM Press 2021
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/83186/2/66-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%D9%88%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%87%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9%20%2822.pdf
http://irep.iium.edu.my/83186/1/09-21-2020-15.53.21.pdf
http://irep.iium.edu.my/83186/
https://journals.iium.edu.my/at-tajdid/index.php/Tajdid/about
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:إن اللهَ سبحانهُ جلَّ جلالهُ وتعالى شأنهُ قد أهدى البشرية كتاباً شاملاً كاملاً في تشريعاته، وجمالياته، في ألفاظه ومعانيه، في تفاصيله الإنسانية، وتجلياته الأسلوبية، الذي جاء تأثيرها الوجداني في قلوب الناس؛ فعنهُ يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ﴾[الزمر: 23]. حيث لامست آياته المحكمات أفئدتهم ومضت تسري في أرواحهم فاستمالتهم ولانت لهم لِما تضمنته تلك الآيات والسُّور من معاني الحب والرحمة و الحق والعدل والحنان والرٲفة؛ يقول الله تعالى:، ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[آل عمران: 159]. والنَّص القرآني الذي اتجه إلى خطاب العقل ودعى إلى التفكير والتَّعلم والتدبر، وفسح للإنسان حقه في التأمل والاختيار، وعني بتهذيب السلوك والأخلاق؛ قد اتجه أيضا إلى تهذيب النفس، وعني بالشعور الإنساني، من خلال ما جاء به من خطاب وجداني، يؤثر في أحاسيس الناس وعواطفهم، ويملأ شغاف قلوبهم تأثيراً فوصفه بعضهم بالشعر والسحر؛ يقول الله تعالى: ﴿فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: 24]. وأن ذلك التأثر حتماً، هو باب الولوج إلى أفق التأمل والتفكير، وبالتالي تحقيق الإنجاز والإبداع. إن أطفال اليوم، هم بذرة التطوير ومصابيح التطوير وهم غرس المستقبل، فمن الواضح أنّه لم يعد بالإمكان حبس الأطفال والناشئة، في بيئة مغلقة، ومحصورة ثقافياً وتربوياً، وبات من العسير إخضاعهم لنمط خاص من التوجيه والتعليم؛ بُغية ضمان الاتجاه التربوي لهم، بعد أن شهد العالم المعاصر، ثورة المعلوماتية والاتصالات، التي جعلت الناشئ في مواجهة فيض من الخطابات، التي تبث عبر المواقع الإلكترونية. فنحن بحاجة ماسة إلى الرجوع إلى الخطاب القرآني الذي علَّم الإنسان واقنع البشرية وحقق أهداف الدعوة الإسلامية، وأخصُّ بذلك، الخطاب الوجداني، الذي استأثر بقلوب الناس، وقادهم إلى المعرفة العقلية، وإلى الإيمان واليقين. وهو أحسن الحديث، الذي حثنا الله - جلَّ جلاله - على استعماله قولاً: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن﴾ [الإسراء: 53]. واستعماله فعلاً: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34]. ويهدف هذا البحث إلى الاستفادة من الخطاب الوجداني في القرآن الكريم، ومحاولة تطبيقه كسلوك تأثيري وتحفيزي في تربية الأجيال؛ لحثهم على التأمل والتفكير الإبداعي المنتج. وسنسعى إلى تحقيق ذلك الهدف، من خلال الاشتغال على المنهجين الوصفي والمقارن، من أجل الإجابة عن سؤال البحث الرئيس: كيف يؤثر الخطاب الوجداني في القرآن الكريم على التفكير والتربية الإبداعية للأجيال في واقعنا المعاصر؟ وقد حاولنا الإجابة عن هذا السؤال من خلال البحث في هذين المحورين:  أنواع الخطاب.  أساليب الخطاب ووسائله. وفي خاتمة البحث توصلنا إلى عدة نتائج وتوصيات يفيد منها الدارسين والمهتمين في مجال الخطاب القرآني التربوي، وبالأخص موضوع ربط التربية الإبداعية بالقرآن الكريم، وربما يفيد منه الباحثين في مجال أسلمة المعارف والمهارات.