عولمة التنمية أم تنمية التخلف؟ لعبة الأشياء والأفكار في العالم العربي

نفترض أن عولمة التخلف -بإيجابياتها الفاشلة وسلبياتها الناجحة- تفضي إلى فراغ اقتصادي وتقني في العالم العربي؛ حيث التعامل مع الفراغ لا ينتج عنه إلاَّ الفراغ. فعالم فقيرٌ اقتصاديًا وتكنولوجيًا، من المؤكَّد ستعترضه صعوبة في التكيُّف مع قوَّة ثقافة الآخر الاقتصادية والتقنية؛ ما يتيح فرصة ثمينة للقوى ال...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: Nasser, Youcef
Format: Article
Language:English
Published: Epistemological Enlightenment Centre -Khartoum 2011
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/48270/1/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%B1_2011.pdf
http://irep.iium.edu.my/48270/
http://tanweer.sd/arabic/modules/smartsection/category.php?categoryid=4
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:نفترض أن عولمة التخلف -بإيجابياتها الفاشلة وسلبياتها الناجحة- تفضي إلى فراغ اقتصادي وتقني في العالم العربي؛ حيث التعامل مع الفراغ لا ينتج عنه إلاَّ الفراغ. فعالم فقيرٌ اقتصاديًا وتكنولوجيًا، من المؤكَّد ستعترضه صعوبة في التكيُّف مع قوَّة ثقافة الآخر الاقتصادية والتقنية؛ ما يتيح فرصة ثمينة للقوى الفاعلة عالميًا في أن تلامس هوية العالم العربي الفاشل إنمائيًا، وتجتهد في إفراغها من محتواها الحضاري والتاريخي. إن صناع العولمة يستشرفون مستقبل تخلفها من رؤية واضحة، تتجلَّى في أن التخلف لا ينتج إلاَّ محتوياته، وأن الفراغ الحاصل في العالم العربي لا يتكيَّف إلاَّ مع الفراغ الذي يجعل العولمة لا تتحكَّم في مسارها الإنمائي؛ فتضرب خبط عشواء؛ ما يزيد من فرص استغلال العولمة لأشياء العالم العربي. لا خلاف في أن آليات التخلف تقف حجر عثرة أمام تفعيل أخلاقيات التنمية، التي يكون الإنسان مركزها الفاعل، كلما تعلَّق الأمر بإنجاز الأهم؛ ففي غياب هذا الإنسان، لا شكَّ في أن العولمة، التي هي ميزة من صنع الإنسان، ستكون ضحيَّة في عالم متخلف (=عولمة التخلف). إن الإنسان في العالم العربي – وفي ظل حضور الفساد- يمتلك المقدرة على تحويل أفكار العولمة الإيجابية إلى أشياء محلِّية فاشلة، كما لو كان يقتدر أيضاً –في غياب الفساد- على تحويل الأشياء السلبية للعولمة إلى أفكار محلِّية ناجحة؛ ولكنه لا يريد لأنه لا يستطيع. إن العالم العربي الفوضوي في أفكاره يكاد يكون مولعًا بالأشياء الفقيرة من كل فكر؛ بل لا نراه يهتم إذا ما كانت هذه الأشياء مغلَّفة بأفكار تعمِّق من هوَّة التخلف، وتجلب عناصر الفقر بكل أشكاله وإشكالاته.