المسلم المعاصر من منظور القيم والإيديولوجيا رؤية إنمائية نقدية = Contemporary Muslim from the perspectives of values and ideology: a critical developmental view

تمهيد: تبسط لنا اللحظة التاريخية للرعيل الإسلامي الأول دروسًا وعبر مفادها أن الإنسان، أيًّا يكن، لا يستطيع أن يتفوق على الآخرين بمعزل عن القيم. فبواسطة القيم يحقق الإنسان المسلم أهدافه ويستمر واثق الخطوات في أداء رسالته التاريخية والحضارية، لاسيما وأن المعرفة التي تتراحم مع القيم تمنح للإنسان هام...

Full description

Saved in:
Bibliographic Details
Main Author: Nasser, Youcef
Format: Article
Language:English
Published: Cairo 2013
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/48012/1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1_149.pdf
http://irep.iium.edu.my/48012/
http://almuslimalmuaser.org/index.php?option=com_k2&view=item&id=791:almuslimalmuaser
Tags: Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
Description
Summary:تمهيد: تبسط لنا اللحظة التاريخية للرعيل الإسلامي الأول دروسًا وعبر مفادها أن الإنسان، أيًّا يكن، لا يستطيع أن يتفوق على الآخرين بمعزل عن القيم. فبواسطة القيم يحقق الإنسان المسلم أهدافه ويستمر واثق الخطوات في أداء رسالته التاريخية والحضارية، لاسيما وأن المعرفة التي تتراحم مع القيم تمنح للإنسان هامشًا كبيرًا من الحرية المسؤولة عن إبداع مسؤول. ما من شكٍّ في أن هناك قيمًا مفطورة على الحق والخير والإحسان والجمال لا زالت سجينة المشروعات الإنمائية الكبرى المعرَّضة -قصداً أو بغير قصد- للنسيان التاريخي والتهميش الحضاري، وتحتاج إلى من ينكش ماضيها ويجعلها معاصرة للواقع الحالي بنيِّة استثمارها في تحصيل الأداء العالي. لاسيما وأن وراء كل مشروع عظيم تقف القيم التي دفعت بالإنسان المسلم إلى المشاركة الفاعلة في التغيير الحضاري؛ هذا الإنسان الذي قدمته الحضارة الغالبة إلى الحضارات المغلوبة بوصفه عقلاً يتميَّز بآلياته الناقدة وبحضوره المقلِق لكل ذات فاسدة. أيضًا، لا تكون القيم فاعلة ومثمرة إذا ما استنفد الإنسان المسلم القدرات المعرفية التي تنضج وعي الأمة، وحوَّل وجهته المعرفية والفلسفية نحو قدرات أكثر التصاقًا بإيديولوجيا تعمل على تشويه وعيه المعاصر، فيعتقد في منظومتها الفكرية والمعرفية والفلسفية، ويستمد منها الحلول لأزماته فينتهي فعله مأزومًا وعمله زؤومًا؛ لأن القيم هي الفطرة التي فطر الله عليها الإنسان، وأي تقدم في حياة الإنسان المسلم هو استجابة لهذه الفطرة، وأي تراجع هو تمرد على هذه الفطرة نفسها.