تلاقح الحضارات لا تناطح الحضارات
بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لله رب العالمين، وصلاة وسلاما تامين متلازمين متعاقبين على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد. تتعرض هذه الورقة لقضية من أعقد قضايا العالم المعاصر: صراعات وحروب تلتهم الأخضر واليابس، أم تعاون...
Saved in:
Main Author: | |
---|---|
Format: | Article |
Language: | English |
Published: |
Arab League Educational, Cultural, and Scientific Organization. Idārat al-Thaqāfah
2012
|
Subjects: | |
Online Access: | http://irep.iium.edu.my/33839/1/Talaquah%28New%29.pdf http://irep.iium.edu.my/33839/ http://www.alecso.org.tn/biblio_alecso/detail_produit.php?G_ID_PRODUIT |
Tags: |
Add Tag
No Tags, Be the first to tag this record!
|
Summary: | بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا لله رب العالمين، وصلاة وسلاما تامين متلازمين متعاقبين على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد.
تتعرض هذه الورقة لقضية من أعقد قضايا العالم المعاصر: صراعات وحروب تلتهم الأخضر واليابس، أم تعاون وتعارف بين الشعوب؟ ندرس مقولة "صدام الحضارات"، موضحين كيف أنها تسببت ولا تزال تتسبّب في تعميق الفجوة، وتوسيع الهوة بين الحضارات المختلفة، حين ادّعت أن الحضارات في صراع، وأن أعنف صراع حسب زعمها هو ذلك الذي يحدث بين الحضارتين الإسلامية ( المتخلفة والدموية) والغربية ( المتطورة والمسالمة).
تتمثل إشكالية هذه الدراسة في التساؤل التالي: هل الأجدر بالجنس البشري التعارف المفضي إلى التعاون والتكامل؟ أم التعارك أو التقاتل المؤدي إلى اختلال الأمن وانعدام السلام بين الأنام؟ وذلك في ضوء مقولة صدام الحضارات والنظرة الإسلامية الداعية إلى التعاون بين بني البشر.
لبحث هذه الإشكالية سنتبع المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن، بما تسمح به المساحة المتاحة، ووفق مقتضيات الحدود التي رسمتها لجنة أو هيئة التحرير من حيث عدد الصفحات.
سنستقرأ بعض النصوص والممارسات الهامة لفريق تقاتل الحضارات وفريق تكامل الحضارات، ثم تحليلها للوصول إلى النتائج المتوخاة، مع مقارنة مختصرة بين المنظور الإسلامي للتعايش السلمي والتكامل بين الحضارات ومنظور مروجي صراع الحضارات وصدام الثقافات.
نتوقع أن تصل الدراسة إلى جملة من الحقائق والنتائج، أهمها: أن الأصل في العلاقات بين الشعوب السلم لا الحرب، والتعارف لا التعارك، وأن مصلحة الإنسانية في التعايش والتكامل بين الحضارات لا التصادم والتقاتل بين أتباعها، وأن الهموم المشتركة لجميع شعوب الأرض تقتضي الاستفادة من تجارب بعضها البعض، وتبادل الخبرات والخيرات، والتعاون فيما فيه النفع لسائر الأمم، بعكس ما يروّج له منظّرو النظام العالمي الجديد من "صدام الحضارات" و"عصر حروب المسلمين" و "نهاية التاريخ" بغية شرعنة الهجوم على العالم الإسلامي ونهب ثرواته والتحكم في نفطه. أما الصراع الذي نعيشه ونعايشه، فهو بكل تأكيد صراع مصالح وصراع قوميات لا صراع حضارات. كما أن من أهم النتائج المتوخاة من هذه الدراسة المختصرة إثبات أن الاستقرار العالمي المنشود لن يتحقق مادامت ثمة جهات تنظر إلى العالم من حولها نظرة استعلاء وهيمنة، وتعتبر حضارتها هي الأرقى والجديرة بالبقاء والريادة، وتستخدم في سبيل بلورة وتحقيق ذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وستقترح الورقة في خاتمة المطاف بعض الحلول العملية لنشر ثقافة التعايش السلمي والتكامل الثقافي بين الحضارات.
|
---|